-A +A
أنور ماجد عشقي
هذ العنوان اقتبسته من مقال تحليلي للسياسي الأمريكي جيمس روث، نشره في مجلة فورين بوليس الأمريكية حول مايحدث في مصر، وتركيا، والبرازيل، لكنه ركز بشكل خاص على مصر، فذكر (بأن مرسي يتوجه إلى أنصاره الذين لا يشكلون الغالبية المطلقة، ويصفهم بالشعب الذي يحكم باسمه، وكان يعتبر المعارضة من الشرائح المهمشة والخاضعة لتوجهات قوى خارجية).
ولأن مرسي لم يكن له خط سياسي يسير عليه، ولا منهج ديمقراطي يطبقه، فتوهم بأن المرحلة الانتقالية هي عملية مستمرة، لهذا تجاوز الحدود والديمقراطية، وأمسك بمقاليد السلطات التشريعية، والتنفيذية، والقضائية، متذرعا بأن إرادته إرادة الشعب، وبذلك انزلق من كونه رئيسا ديمقراطيا إلى أن أصبح ديكتاتورا مستبدا.

لقد غدا الشعب المصري شديد الحساسية تجاه التسلط ونبرات الاستعلاء التي ترددت في خطبه المتكررة، لهذا سحب الشعب تأييده، وطالب بسقوطه بعد أن أعاد مصر في عهده إلى المربع الأول، وهو ما حدث تماما في تركيا في الأيام الأخيرة، إلا أن أوردغان قد حقق نجاحا منقطع النظير في تقدم تركيا خلال السنوات الأخيرة التي حكمها حزب العدالة والتنمية، بينما مصر تراجعت اقتصاديا حتى وصلت إلى مشارف الانهيار .
وكشفت شعبة المعلومات في القوات المسلحة عن أن الخطوات التي اتبعها الإخوان من أجل السيطرة على مؤسسات الدولة قد تشابهت مع ما كان يحدث في إيران في عهد الخميني، عندما دعم الرئيس بني صدر ليكون غطاء لما يجري في السر، كما لا حظ المراقبون في الشعبة أن جماعة الإخوان أنشأوا هيئة عليا مستقلة تماثل هيئة تشخيص مصلحة النظام في إيران.
وما أن اطلع وزير الدفاع على التقرير حتى دعا كبار ضباط القيادة إلى اجتماع مغلق فتقرر وقتها الحفاظ على الديمقراطية والتدخل بخارطة طريق لدعم الثورة الشعبية.
إن تدخل الجيش ومساندة الثورة الشعبية قد ساهم في تصحيح مسيرة الديمقراطية والحيلولة دون السقوط في حرب أهلية وانهيار اقتصادي.